ندوة حول “الحضور التاريخي للمرأة في عُمان”
انستا عمان- نظمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع النادي الثقافي ندوة “الحضور التاريخي للمرأة في عمان”، بالتزامن مع يوم المرأة العمانية الذي يصادف السابع عشر من أكتوبر.
وتأتي هذه الندوة ضمن فعاليات الموسم الثقافي للكلية لتقدم قراءة في مساهمات المرأة المعرفية ومشاركاتها السياسية، وذلك بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين بالمجال النسائي في عمان.
وقدمت المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية، أستاذ مشارك في كلية التربية وعضو مجلس الدولة، ورقة عمل بعنوان “المرأة العمانية في التعليم خلال عهد النهضة المباركة”، مستعرضة فيها ترسيخ المفهوم الحقوقي للمرأة في النظام الأساسي للدولة الصادر في 1996 والمحدّث في 2020، كما عرجت على أهم الخطابات السلطانية التي أكدت على دور المرأة الهام والمساهم في بناء عُمان الحديثة.
وتطرقت المنذرية إلى عدد من المؤشرات الإحصائية التي تشير بوضوح إلى ارتفاع نسبة التحاق الطالبات بالتعليم الأساسي والعالي، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة توظيف المعلمات والمحاضِرات خلال العقود الأخيرة.
فيما جاءت ورقة الدكتورة منى جعبوب بعنوان “المرأة وثقافة المجتمع العماني”، لتتحدث فيها عن قضايا النوع الاجتماعي وعلاقة “الجندر” بالأدوار الوظيفية للمرأة العمانية، مقدمة نظرة تاريخية على مكانة المرأة في المجتمعات الإنسانية المختلفة على مدار العمر الإنساني الطويل، وإشكالية فهم المساواة بدون فهم الفروقات الجنسية. كما أكدت أنه لا يمكن اختزال حقوق المرأة بالحقوق السياسية، مختتمة حديثها عن الحركة النسوية التي دخلت سلطنة عمان مع دخول الحركة الماركسية إلى ظفار التي توقف نشاطها مؤقتاً إلى أن بدأ يظهر مؤخرًا مع التدفق المعلوماتي لشبكات الإنترنت.
وقدمت الدكتورة بدرية الشعيبية نماذج تاريخية للأدوار القيادية للمرأة العمانية، وأعطت أمثلة هامة للسيدات البوسعيديات في إدارتهن لسدة الحكم والتأثير على منعطفات سياسية تاريخية مهمة، كما مثلت بعديد من النساء اللواتي قدمن أدوارا مهمة في البناء والتعمير وقيادة المجتمع.
وتحدث الباحث عبد الرحمن السليماني عن الحياة الاقتصادية للمرأة العمانية، وتناولت ورقته القرون الهجرية الثلاث الأولى، قائلا إن المرأة العمانية زاولت العديد من المهن مثل الزراعة والصناعة والتجارة للوصول إلى الاستقلال المادي، كما تمكنت من الحصول على المال من مصادر أخرى مثل الصداق والورث والوصايا والهبات، وأن مظاهر امتلاك المرأة العمانية للمال متنوعة، وتمثلت في النقد والحلي والعبيد والنخيل والمنازل.
واختتم الندوة الباحث خالد الرحبي الذي ركز على إسهام المرأة العمانية في مجال الوقف، فبالإضافة إلى ذكره لعديد الأمثلة لنساء عمانيات ساهمن في إيقاف المساجد ومدارس القرآن كأوقاف تقليدية، فهناك النساء اللواتي أوقفن بيوتا في الحرم لخدمة الحجاج والمعتمرين العمانيين، وأخريات أوقفن أوقافا لمرتادي مجالس الذكر والمؤدين للعبادات المختلفة، كما أن هناك الأوقاف الاجتماعية مثل أوقاف الخل والرحا وآثار الماء.