“العمانية للكتّاب والأدباء” تنظم قراءة أدبية في كتاب “حركة ألفاظ الحضارة العربية من بيان الجاحظ إلى عِقد ابن عبد ربه”
انستا عمان- نظمت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء اليوم بمقرها بمرتفعات المطار ممثلة في لجنة الفكر والدراسات الثقافية قراءة أدبية بعنوان ـ التطور اللغوي بين الحركة والسكون ـ في كتاب “حركة ألفاظ الحضارة العربية من بيان الجاحظ إلى عِقد ابن عبد ربه”، للمؤلف الدكتور علي بن حمد الريامي، قدمها الدكتور محمد مصطفى حسانين.
استهل حسانين قراءته بمقدمة سريعة أشار فيها إلى أن العرب من اللسانيين والأصوليين أدركوا أهمية درس التطور اللغوي للألفاظ مبنى ومعنى، ومراقبة الأسباب الداعية لذلك، وربطوا مكونات العلل الظاهرة بنتائجها، فأهداف المستخدمين للغة متنوعة، وتختلف باختلاف البشر والمجتمعات والزمان والمكان، ولا شك أيضًا أن تحول الحضارة العربية من المشرق العربي في الدولة العباسية إلى المغرب والأندلس في ظل الدولة الأموية الثانية، في فترة شاسعة تمثل شكلًا من أشكال الامتداد الجغرافي والثقافي والحضاري للعرب، ومع هذه المعطيات كانت هناك دينامية للغة وقدرة على التشكل.
بعدها انتقل حسانين حيث الكتاب وخصائصه، وقال إنه يأتي إطار الجهود اللسانية في حقل اللسانيات المعجمية التاريخية، والتي تحاول الوقوف عن جوانب محددة من التطور من خلال رصد قطاع خاص من المعجم.
وأشار حسانين أن فصول الكتاب أفردت لتتبع الحقول الدلالية لألفاظ الحضارة، فجاءت الفصول لتتناول حقول الألفاظ الدالة على البيوت والقصور ومتعلقاتها، أي ما يتصل بمواد ومرافق ومقتنيات البيوت، مع إيضاح الألفاظ الدالة على المطعومات والمشروبات ورصد حقول الألفاظ الدالة على الثياب، أي الأقمشة والملبوسات، ودرس حقول الألفاظ الدالة على وسائل معيشة الإنسان، وما يتصل بذلك من ألفاظ دالة على المواد والأدوات، والمعادن والأحجار، ومتعلقات الدواب، والوقوف عند حقول الألفاظ الدالة على الجيوش والحروب والأسلحة، ومتعلقاتها.
وقال حسانين أن الكتاب خرج بجملة من النتائج المهمة التي تضيف العلم المعرفي في مجال اللسانيات كما أنه في بنيته قريب من المعجم المصغر، الذي يقوم على مداخل أو حقول دلالية ثم يسرد ما ورد من نصوص وتكرارات للكلمات موضع المقارنة ثم يثبت حكمه بالنسبة لموضعها من المفهوم المقترح الخاص بحركة الألفاظ (الاتساع- الضيق- الانتقال)، كما أن أهميته تكمن في موضوع لكتاب يعالج موضوعات تتداخل فيها المقاربة اللسانية مع البحث الأدبي والمعطى الحضاري فضلًا عن تحري قضية من أهم القضايا الأدبية واللسانية والحضارية التي سكب فيها حبر كثير بمداد عربي وغربي حول العلاقة بين المشرق والمغرب ونوع هذه الصلة هي تأثير خالص وانتزاع للفرادة، ومسألة تقليد أم مسألة مقابسة رشيدة للأصل العربي الواحد الذي هو عنوان الهوية، أم هناك خصوصية تميز بها هؤلاء عن هؤلاء، وهي مسألة على درجة من التعقيد على المستوى الفكري والثقافي ويصعب المخاطرة بالميل القاطع لواحدة من هذه الفرضيات كون كل واحدة منها لها وجاهتها والبراهين المؤيدة لها.