الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء تنظم أمسية حوارية حول الترجمة ودورها العلمي والحضاري
انستا عمان- نظّمت الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ممثلة بلجنة الترجمة في مقرها بمرتفعات المطار اليوم أمسيةً حوارية بعنوان (الترجمة علوم وحضارة)؛ الذي يأتي بمناسبة اليوم العالمي للترجمة بمشاركة كلٍّ من المترجمين: الدكتور عبد الجبار الشرفي (أستاذ مشارك في اللسانيات ودراسات الترجمة في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة السلطان قابوس)، والمترجم حمد الغيثي (كاتب ومترجم وباحث درس في عدة جامعات أسترالية وألمانية)، وأدارت الأمسية الإعلاميةُ ميساء الهنائية.
شهدت الأمسية الحوارية عدة محاور تم تناولها في موضوعها، ومن أبرزها: أهمية الترجمة ودورها الثقافي والحضاري، وكذلك دورها في مجال التنمية، وتم التطرق إلى الترجمة في العالم العربي “الواقع والتحديات والحلول المقترحة في مواجهتها”، كما قدمت بين يدي الأمسية سلسلةً من التساؤلات المُهمة حول الموضوع، ومن بينها: لماذا نحن العرب نترجم؟ لِمَ لا نغيّر لغتنا كما فعلت أمم أخرى؟ وهل حققت الترجمة في القرنين الماضيين غرضها؟ وهل سنستمر في الترجمة بذات الوتيرة السابقة أم سوف يشهد العالم العربي نفرة ترجمية أخرى؟
وناقشت الأمسية أبرز الإشكاليات التي تتعرض لها الترجمة “العلمية”، والتي يأتي على رأسها إشكالية الأيدولوجيا، حيث أشار الغيثي في معرض حديثه إلى أن جزءًا مُهمًّا مما ترجمه العرب كان نصرةً لأهدافٍ أيدولوجية معينة أو تمّ تقعيد الترجمات أو استعراضها بعيون أيديولوجية، وأن مثال ذلك يتمثل في الترجمات في علوم الأحياء والنفس والاجتماع وغيرها، وكذلك إشكالية المصطلحات العلمية إذ إن أوّل ما يواجه المترجم العلمي هو غياب المصطلح العربي العلمي، مما يضطره للعلب دور مجمع اللغة العربية في الاجتهاد الذي من شأنه أن ينتج إشكاليات كبرى في هذا السياق، كما أن كثيرًا من المصطلحات والمفاهيم تبدو في ظاهرها عربيةً لكنها ليست من كلام العرب في شيء، وسبب هذه الإشكالية – بحسب الغيثي ـ انكماش الترجمات العلمية في الكتب وعدم استخدامها في الجامعات والنقاش الثقافي والدوريات الثقافية وغيرها.